كلمة ونصف رمضان والعيد / د. بركات أكرم عبوة
رحل رمضان هذا العام ذارفاً دموعه متجرعاً أهاته وحسراته بعد أن فشل برسم إبتسامة على شفاهنا تاركاً لنا عيدا بلا ملامح !!!
تموجت أيام رمضان بين أسى على وحشية العدو وتغوله بإتفاق مع بعض الدول العربية وأمريكا على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى وبين سمو وافتخار بصمود المقدسيين ورفعة مقاومة الضفة وصواريخ غزة ولبنان وسوريا واختفاء الجردان بن غفير وسمورتش في جحورهم بعد منع اليهود من اقتحام الأقصى في العشر الاواخر من الشهر الفضيل.
فوجيء رمضان المشهور بتصفيده للشياطين طيلة أيام الشهر بخروج شيطانا الإنس البرهان وحميدتي اللذين لهما قائمة طويلة بالإجرام فقد اطلقوا النار وقتلوا المتظاهرين السودانيين في شوارع الخرطوم وقبلها طبّعوا مع الكيان المؤقت وقبل التطبيع أرسلوا عشرات آلاف السودانيين ليقاتلوا ويقتلوا في العدوان على اليمن وما يفعلوه الآن من قتل بعضهم البعض في العشر الأواخر من رمضان وهم أبناء بلد واحد ويجمعهم دين واحد وإله واحد يكبرونه حين يقتلون بعضهم البعض ولا زالت اصوات الرصاص طاغية حيث زاد عدد القتلى عن ثلاثمئة قتيل وأضعافهم من الجرحى .
ذهل رمضان من الصورة المفجعة فكسر ريشته وجمع حقائبه قبل أن يكمل يومه الثلاثين وغادر مهرولا تاركاً لنا عيد بلا إبتسامة وجل ما نقدمه للآخرين هو دعوة " كل عام وانتم بخير ونردفها بتقبل الله طاعاتكم "