الحرب الكونية المستمرة على غزة...دروس وعبر / د. برهان الابراهيم العبدالله
الحرب الكونية المستمرة على غزة منذ تسعة أشهر.أقول حرباً كونية لمشاركة كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وغيرها من الدول الكبرى ومساندتها للكيان الصهيوني الغاشم عسكرياً وسياسياً ومعنوياً ولا أستثني بعض الأنظمة من عرب الجنسية المستترة تحت العباءة العربية المهرولة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي وممارسة الحصار على الشعب الفلسطيني المقاوم.
في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ خرج المارد الفلسطيني من قمقمه ليدك تحصينات العدو ويحطم دفاعاته وتحصيناته ومراكز القيادة والسيطرة لديه ؛ويبث الخوف والرعب في نفوس جنوده وقادته وأركان جيشه محطماً بذلك المقاوم الفلسطيني أسطورة الجيش الذي لا يقهر ؛وانتفض كطائر الفينيق من تحت رماد النكبة ينتصر لشرف وعزة وكرامة الشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء وأحرار العالم الشرفاء.
ولعل ذلك يعد من أبلغ الدروس المستفادة من الحرب الكونية على غزة بحسب مفهوم علم الحرب.
كما أن عجز إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية وتحرير الرهائن يمثل تحدياً كبيراً وفشلاً ذريعاً للجيش الإسرائيلي من المنظور التكتيكي وقواعد الاشتباك..حيث أن المقاومة الفلسطينية ورغم عدم تكافئ ميزان القوى والوسائط الذي يميل لصالح اسرائيل من حيث العدد والعدة والسلاح بكل صنوفه وأشكاله في البر والبحر والجو...أقول لايزال المقاوم الفلسطيني يتصدى بقوة وبسالة منقطعة النظير لقوات العدو المتوغلة في كافة محاور القتال ولا يزال يدير المعركة بخطط وأساليب مبتكرة في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المدن الإسرائيلية وتحشدات العدو ومراكز القيادة والسيطرة لديه.
كما جاءت المظاهرات في العديد من دول العالم للتنديد بالمجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني المقاوم أحد الدروس المستفادة من هذه الحرب الكونية المستمرة على غزة.
فالمقاومة الفلسطينية ليس لها من خيار سوى الدفاع عن أرضها وشعبها وعزتها وكرامتها.وما على الكيان الإسرائيلي سوى الإذعان وقبول وقف إطلاق النار الدائم والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة من النهر إلى البحر.
والنصر الناجز بات قاب قوسين أو أدنى.