القضية الفلسطينية وجهان لعملة واحدة / د.برهان الإبراهيم العبدالله
القضية الفلسطينية ومن منظوري الشخصي وجهان متناقضان لعملة واحدة.الوجه الأول وجه رمادي متشح بالسواد والكٱبة والإغراق في التشاؤم يمثله جيل من الأدباء والشعراء والكتاب الذين ذرفوا فيه دموع الذل و المسكنة والانكسار يتباكون فيه على وطن ضاع من بين أيديهم وأضاعوه في زمن التٱمر وشرذمة كانتونات عربية مجزأة هزيلة كما أضاعوا الأندلس من قبل في زمن حكام بني الأحمر..صعقتهم النكبة وزاغت أبصارهم وبلغت القلوب الحناجر..هذا الجيل الذي عمق النكبة وكرس الهزيمة في عقول ونفوس أجيالهم والأجيال القادمة من بعدهم.فلم يعد لهم حول ولا طول سوى الاستكانة والخضوع للأمر الواقع.فكان الاحتلال والاغتصاب والتنكيل والتهجير وارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا العربي الفلسطيني المقاوم.وبمباركة ومؤازرة دول الاستكبار العالمي الذي ضرب بعرض الحائط بكل المواثيق والشرائع والأعراف ومبادىء حقوق الإنسان وأحكام القانون الدولي وقواعد العدالة.
هذه الحقيقة التي تمثل حالة سوداوية مأساوية كارثية على أن الضحية في المحصلة الشعب الفلسطيني الأعزل أولاً وٱخرا.(ألا ضربتنا ذات سوار على هذا الذل والانكسار).
الوجه الٱخر هو الوجه الوضاء النافذ ببصيص من ضوء في نهايه النفق.والذي يمثله جيل مكافح مقاوم نفض عنه غبار الذل والمهانة والخنوع وانتفض كطائر الفينيق من تحت رماد النكبة يعارك المحتل الغاصب ويقاومه ويقارعه متسلحا بسلاح الإيمان بالله وبعدالة قضيته رافعا شعار الشهادة أو النصر حاملا كفنه على كتفه ودمه على راحتيه.فكان أن مرغ أنوف الغزاة بوحل الذل والمهانة وبمؤازة شرفاء العالم وقوى التحرر فيه.وقد مجد أدباء وشعراء وكتاب فلسطين والوطن العربي بطولات هذا الشعب الفلسطيني المقاوم ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أُعرج على ذكر الشاعر المناضل الدكتور لطفي الياسيني الذي كرس جل شعره خدمة لأبناء وطنه المقاوم وإظهار تضحياته وبطولاته.
فتحية إكبار وإجلال لشعبنا الفلسطيني المقاوم البطل..