إشكالية القلق / د.برهان الإبراهيم العبدالله
وجد الإنسان نفسه تائهاً وسط هذا العالم المضطرب المليء بالمخاوف
وقد وجد نفسه يقف حائراً في وسط الأخطار التي تحدق به من كل
جانب وتهدد حياته ووجوده وأخذ يتساءل في خوف وقلق:تُرى كيف
يكون الغد ؟كيف ستكون الحياة التي سيعيشها أبناؤه وأحفاده؟
وشبح الحروب يخيم على الكون كله..
لقد رحلت تلك الأيام الخوالي التي عاشها أباؤنا وأجدادنا تحت الشمس
الدافئة..لم تعد الحياة بسيطة هادئة ٱمنة مطمئنة..لقد تغير كل شيء
وبسرعة هائلة ولم تُتح لإنسان هذا القرن فرصة للتفكير .يرى
ماصنعته السنون التي حملت جنون الحرب من ويلات ومٱسٖ
أهلكت الزرع والضرع وأشاعت التدمير والموت
والتهجير بفعل ٱمراء الحرب.
إنسان هذا العصر يعيش حياة يحتويها القلق والخوف والتوتر
والرعب..تُرى مالخروج من هذه الدائرة المغلقة المظلمة..؟
علماء النفس أجمعوا على أن هذه المشاعر التي تعتمل في صدورنا
وتقض مضاجعنا وتشغل تفكيرنا هي نتيجة حتمية لاستجابة نفوسنا
للعوامل التي تسبب لنا هذه المشاعر فإذا نجحنا في التغلب على
قلقنا ومخاوفنا نجحنا في مسح ذلك كله. يقول عالم النفس
نورمان فينيست بيل
نحن بحاجة إلى البحث عن أساليب عملية
لتفكيرنا فحياة الإنسان لاتسيرها الظروف الخارجية ولكنها
تخضع للأفكار التي تدور في ذهنه).
وقد قيل يوماً :الرجل هو مايفكر.
والمرء هو خلاصة مايدور في عقله الظاهر والباطن في ٱن
واحد. هذا القلق يبدأ بخيط رفيع كالطيف ومع التكرار يبدأ بحفر
أخاديد عميقة في رؤوسنا إننا نعيش في عالم مليء بأسباب الخوف
والقلق والإنهاك النفسي وكلها أمراض لازمت الحياة المضطربة
التي نحاول اللحاق بها وكأننا في سباق معها لاينتهي.
لكن علينا الذي نفعله هو أن نميز مابين الأسباب الحقيقية التي
تدعو إلى القلق وبين الأوهام والتخيلات..ولكي ننجح في ذلك
لابد لنا من التحلي بقدر من الذكاء والقدرة على المحاكمة العقلية
للأمور وأن نفرق مابين الوهم والحقيقة ولنعش اللحظة التي
نحن فيها لأن أحداً لايعلم ماسيأتي به الغد.