حول مفهوم الدولرة / د.برهان الإبراهيم العبدالله
يعد النقد المحلي أحد مظاهر سيادة الدولة ولهذا تحظى العملة المحلية للبلد بقوة إبراء غير محدودة في تسوية المعاملات المالية.وقد ظهرت النقود إلى الوجود لتؤدي عدة وظائف فهي أداة للعد وحساب القيم وتسوية المعاملات والحقوق بين الدائن والمدين ؛كما أنها أداة للإدخار.
ونظراً لخطورة هذه الوظائف التي تؤديها النقود فإن السياسة النقدية التي تتولى البنوك المركزية رسمها تعتبر أحد الأسلحة الاستراتيجية في إدارة وتوجيه الاقتصاد القومي.
على أنه مايجب أن يشار إليه هو أنه لكي تؤدي النقود وظائفها السابقة الذكر فلا بد من توافر شرط هام هو استقرار قيمة النقود أي الحفاظ على قوتها الشرائية.
ماذا تعني ظاهرة الدولرة ؟تعني إحلال الدولار مكان النقود المحلية وأن يقوم الدولار بوظائف النقود ويتم ذلك خارج الجهاز المصرفي في تسوية المعاملات واستخدامه وسيلة للادخار.فما هي العوامل التي أدت لهذه الظاهرة ؟:
١_التضخم الكبير الذي ضرب اقتصاديات هذه البلدان وأدى إلى فقدان النقود قوتها الشرائية مما أفقد الناس الثقة في عملات بلدانهم.
٢_سلبية سعر الفائدة بسبب أن التضخم أعلى من سعر الفائدة.
٣_التخفيض في عملات هذه البلدان والتضخم الذي يحدث عقب هذا التخفيض.
إلى جانب ذلك بانتشار ظاهرة الدولرة هو أن كثيراً من حكومات دول العالم قد وضعت القوانين على الرف وغضت بصرها عن ظاهرة الدولرة في المعاملات الداخلية وتركت الناس يستخدمون الدولار في تسوية المعاملات بينهم.
لذا يجب النظر إلى ظاهرة الدولرة على أنها انتقاص لسيادة الدولة وإنهاك لاقتصادها الوطني والبحث عن علاج ناجح لهذه الظاهرة حيث يتطلب القضاء على التضخم وتلك الفوضى وتصحيح مسار السياسة النقدية لبلدان العالم الثالث.