ذكريات
إلى بلدي يثورُ لها حنيني
نزحْتُ وكمْ تُعَنّيني سنيني
بتلكَ الأرضِ قد درَجَتْ خُطانا
عرفتُ بها شمالي مِن يميني
/
وقد ناديْتُ بابا قبل عامٍ
وماما، فُزتُ بالحبِ اليقينِ
أبي كم كان يرعاني ويحنو
سريري كان ينقلُ كلَّ حينِ
لكي يحمي ليالي حرَّ شمسٍ
ومِن بردِ الليالي كي يقيني
تقصُّ حبيبتي أُمّي الحكايا
أنا الأولى... ومَن بَعدي يَليني
لأنّي كنتُ اشبهُهُ بشكلي
مزايا منهُ كانت تصطفيني
* * * *
وأمّي يرحمُ المولى ثَراها
حنونٌ كان يغمرُنا رِضاها
تظلُّ نهارَها تَحْنو وتأسو
وفي ليلٍ إذا أحدٌ دعاها
وفي العينِ اخضرارٌ مثلُ روضٍ
وقد نثَرَ المحبَّةَ مِن شذاها
وتَلْمَحُ إن صمتُّ بِدونِ شكْوى
وتفهمُ عِلَّتي تَدْري دَواها
تُدَلِّلُني وكم تزهو لِأنّي
أنا الأولى..وكم كانت تَباهى
ولمّا دارتِ الدُّنيا كبِرْنا
ليالي بنتُها ماذا دَهاها
شهيداً راحَ والأفْراخُ حوْلي
ودُنْيا لم تُنِلْ ليلى مُناها
هُنا أمّي تذودُ الحزنَ عنّي
تُراعي..مَن يُراعيني سِواها
وتحضُنُ طفلةً وُلِدَتْ بِيُتْمٍ
ومَن في الدارِ يُمْطِرُهُم نَداها
وحالفَنا الزمانُ وقد وصلْنا
إلى الميناءِ يُسْعِدُنا دُعاها
سألْتُ اللهَ غُفْراناً لأُمّي
وروحِ أبي، وكم أدعو الإلهَ