ليلى عريقات
طعم الحنين
ألا تدرونَ ما طعمُ الحنينِ
لأرضٍ قد نشأتُ بها سنيني
يكادُ الشّوقُ يعصرُ لي فؤادي
لأنّكِ أنتِ أقربُ مِن وتيني
على رغمِ البعادِ تظلُّ تهفو
إليكِ الروحُ يا روحي خُذيني
فما جدوى الحياةِ بغيرِ أرضٍ
بغيرِ الأهلِ..يعلو بي أنيني
فيا أبوديس ُ كانت لي حكايا
بأرضكِ والشّقائقُ تصطفيني
وكم نظّمتُها عِقداً فعِقداً
بها أزدانُ تحتَ ظِلالِ تينِ
طيورٌ كم تُحَوِّمُ في سمانا
وأعرفُها بِوُدِّ تلتقيني
واشدو مثلما تشدو صباحاً
فعِندَ الفجرِ لا همُّ يليني
مضَتْ ايّامُنا لكنّ ليلاً
دهانا ظلَّ معقودَ الجبينِ
تدوسُ نعالُهُم ارضي وتَطْغى
سلاحُهُمُ يُصَوَّبُ باليمينِ
فاينَ سلاحُ أهلي لا سلاحٌ
سوى السكّينِ في ذاكَ العرينِ
فإنّ الانكليزَ بغَوْا عليْنا
ولم يُبقوا لنا فرداً يقيني
وكم فرشوا لصهيونٍ سبيلاً أعانوهم علينا كلَّ حينِ
ومشؤومُ الوعودِ بهِ خُذِلْنا
وصارت أرضُنامثلَ الرّهينِ
سنينٌ قد بدَتْ والعينُ تَدْمى
قضيناها بِذي الهمِّ المُهينِ
إلى انْ هبَّ فِتيانٌ نشامى
تنادَوْا لِلجهادِ بِهِم يقيني
مضى الشُّهَداءُ روَّوْا كلَّ شِبرٍ
فأرضٌ القدسِ إسراءٌ لِديني
متى يا ربِّ تنصُرُنا عليهم
تزولُ سيادةُ الشرِّ اللّعينِ