الشهيد
يا أهْلَنا لمّا نشرتُم رسْمَهُ
هبّتْ رياحٌ خِلْتُهُنَّ نَسينَني
والأربعونَ مِنَ السّنينِ عبَرْتُها
ودُموعِيَ الحَرّى عليْكَ صَحِبْنَني
آهٍ محمّدُ كانَ فجرُ زمانِنا
عذْباً وأيْدي الوجْدِ منكَ رَوَيْنَني
واللوزُ والأشجارُ خلفَ بُيوتِنا
كانت لِصِدْقِ ودادِنا كم تنْحَني
ومشى الزمانُ تفرّقتْ أهدافُنا
لُغَتي درسْتُ ،ورحتَ تخدِمُ موطني
والمِدْفعِيَّةُ أصْبَحَتْ لكَ شاغِلاً
فَخَشيتُ عاقِبةً عليكَ تهزّني
في خمسةِ الأعوامِ هلَّ فِراخُنا
كنتَ الأبَ الحاني تجيءُ وتعْتَني
لكنّ فجراً داهِماً لا يُنْتَسى
جاؤوا بِكم والحزنُ كادَ يَشلُّني
ويلي أتَرْحَلُ يا شهيدُ كَكَوْكَبٍ
يا ليتكم إذ رحتَ كنتَ أخذْتَني
يا ليْتَكم إذْ رُحْتَ كنتَ أخَذْتَني