دار الأحبّة
يطيرُ القلبُ مِن ولَهي لِدارٍ
نشأتُ بِها ويكويني حنيني
فيا دارَ الأحبّةِ لَوْ أتاكم
فلاقيهِ كأنّكِ تحضُنيني
فكم ذكرى مُضَمَّخةِ الحنايا
وكم شوْقٍ إليها يعتَريني
*
أراني طفلةً بضفيرتيْها
ولونُ الوجهِ مثلُ الياسمينِ
وتحملُ لعبةً تحْنو عليْها
وتجلسُ تحتَ لوزاتٍ وتينِ
*
أمامي أرضُ جدّي كم رواها
فآتَتْ جَنْيَها في كلِّ حينِ
هنا توتٌ ودرّاقٌ وخوخٌ
دَوالٍ والعرائشُ تعْتَليني
عناقيدٌ تدلّتْ كالثُّريّا
لِذا أبكي ويغلبُني أنيني
*
وفي فصلِ الرّبيعِ يفوحُ زهرٌ
شذاهُ البُرْءُ للقلبِ الحزينِ
فيا دارَ الأحبّةِ ما جَفَوْنا
وقد جارَ العِدا بي فاعْذُريني
وإخواني جِوارُكِ مثْلَ أُسْدٍ
لهم ودّي على مرِّ السّنين
إليكِ الرّوحُ ترحلُ كلَّ يومٍ
وأقربُ أنتِ من حبلِ الوَتينِ