حنين لبلادي
جَـوْرُ الـزمانِ أطال في إبـعـادي
وحـنـيـنُ قـلـبـي آخِـــــذٌ بـقـيــادي
أحيـا عـلى ماضِ اذِّكـارٍ عِـشْـتُـهُ
والعمر يمضي مُغْـضِيَـاً بمـرادي
لا نـامَ طَـرْفي هـانـئـاً في لـيـلــةٍ
إذ خاصم الإغْـفَـاءَ جـهـدُ رقــادي
شوق تَمَكَّنَ في الضلوع وغصَّـةٌ
تشجي الحـنـيـنَ بمهجتي و فؤادي
نفسي تتوق إلى بـــلادي مشْــرَباً
كم ذا تتوقُ العذبَ نفسُ الصـادي
فيها السرور و ما ابْتَعَدْتُ مُخَيَّراً
لـكـنـه قَــــــدرٌ وُجُــــوب نـفــــاد
والله يـشــــهـد أنـنـي لـم أَدَّخِــــرْ
وسـعـاً لأحـيـا المـنـتـهى بـبـلادي
عَـشْــرٌ عِـجـافٌ أجْـهَـدَتْـنَـا شِـدَّةً
أزْرَتْ بـنـا بِـرعُــونَـةٍ و عَـنـــاد
فـيـهـا دَهَـتْـنَـا الـنـائـبـاتُ كـأنـنــا
لـلحشـر أُنْـهِـضْـنـا بلا اسـتـعـداد
فانْفَضَّ في مَـدِّ الأقاصي جَمْعُـنـا
مابـيـن لَـحــــدٍ أو جَــفَـــا إبـــلاد
ولـكـل أرصِـفَـةِ الـمـدائـن قـادنــا
تِـيْــــهٌ بـيــومِ كَـريـهَــــةٍ وجِــلاد
وبلادنــا التي كانت لـكـل مهاجـرٍ
مـيـثـاقَ مُـلْـتَـجِـئٍ وقِـسْـــطَ وداد
صـرنا بها نـخـشى فجاءة ظـلـنـا
مِـنْ دَفْــعِ رُزْءٍ ســـادرٍ بـســــداد
الـحــــر لـيـس بـبـائـع مـيـثـاقــه
لـعــــدوه بـقـلائـــــد الأجـيــــــاد
والـعـار فـيـمن لا يحامي أرضـه
من طـامـعٍ مُـتَـرَبِّـص الأجـنـــاد
والله لـيـس بِـمُـبْـــدِلٍ أحـوالــنـــا
مـالـم نُـبَــــدِّل إثْـمَـنــا بِـرَشَـــــادِ
أدعـو إلـهي راجـيــاً فـي وعـــده
أن يستعـيـضَ الـبـؤسَ بالإســعـاد
بقلم : د. محمد خالد نصره