بعيدا هناك .. في غابة ٍ سحرية ٍ عجيبة / الاديبة سناء خالد نصرة
بعيدا هناك .. في غابة ٍ سحرية ٍ عجيبة .. بنى كوخَهما الصغير .. وأضاءَ أرجاءَه بالشموع الحمراء .. وجعل سقفَهُ من الإخلاص الدائم ، وجدرانه من المحبة السرمدية الصادقة ..
.. في ذلك المساء .. أخبرَها بأنها حبه الأبدي ، وعشقُهُ الذي لا يَنضَب .. وبأنَّ حضنَها الدافئ هو ملاذهُ الآمن ، وابتسامتها الساحرة هي شمسُ صباحِه ونور حياتِه .. أخبرَها أن شذاها العطريّ المنعش - الذي يملأُ صدرَه - سيرافقُهُ إلى ما بعد الحياة .. وما بعد الموت .. !
أما هيَ .. فقد اعترفَت له بأنها لا ترى الدنيا إلا من خلالِ عينيه .. ولا تستعذبُ نسائمَ الفجرِ إلا من خلالِ أنفاسِه .. وباحت له بذلك الحنين الذي يغمر كيانَها ، وبذلك الشوق الذي لا ينطفئ .. !
وفي الصباح ، ومع خيوط الشمس الذهبية ، كان الكوخُ الصغيرُ يبدو من بعيد ٍ كدُرّة ٍ نفيسة ٍ متلألئة ٍ في أحضان الطبيعة الخضراء ..
وكانت أغصانُ شجرة ِ الكينا تسترقُ النظرَ إلى مكنونات الكوخ .. محاوِلةً استكشاف ما بداخلِهِ من خلالِ شرفتِهِ الصغيرة .. !
أما الورودُ الحمراءُ الندية .. فقد أحاطت بالكوخِ من كل جانب .. باعثةً أريجَها الفوّاح العاطِر في أنحاء الفضاء ..
وأخذت الفراشاتُ الملونة تتراقصُ طربًا على أنغام العنادِل ، وتغريد البلابل ..
فيما كانَ " الصدى " على قمم الجبالِ الشامخة
يُردّدُ ترانيمَ السماء .. !
سناء
رام الله 2022 - 8 - 6