همسة عتاب
/ الاديبة سناء نصرة
في الحقيقة أنا لا أدري إن كانت همسة عتاب ،
أم صرخة ألم .. !
لا أدري ماذا تعني تلك التنهيدات العميقة التي تخرج
من صدورنا ..
هل تعني الشعور بالارتياح .. ؟ أم الحسرة والندم .. !
أم أنها مجرد نفثات بائسة ، تحاول التخلص من بعض
الوجع الذي استوطن قلوبَنا ..
لم أعتد يوما على الندم ؛ فأنا كائنٌ عقلانيّ ،
يدرس خطواته مسبقا ، يُعطي محبةً في العطاء ..
يُساير الظروف .. ويرضى بالقدر ..
ومن جانب ٍ آخر ، أرى أنني كائنٌ روحانيّ ،
يتفوق على نفسه بعواطف شفيفة ،
ويشعر إلى أبعد الحدود بالآخرين ..
ولا أُخفيكم سرًا أصدقائي ، بأنني أحاول دائما أن
أتمسك " بالعِشرة " ، وبالخبز والملح ..
بل ب ِ " فُتات الخبز " الذي جمعني يوما بأحدهم
أو بإحداهنّ ..
دون أن أتجاوزَ طبعا تلك الخطوط الحمراء التي تفصل
" كرامتي " عن أي شيءٍ آخر في هذا الوجود ..
ولكنني - للأسف - أصطدمُ أحيانا بخيبات أمل غير متوقعة
حتى من أقرب الناس .. !
فيا لهُ من زمن ٍ قاس ٍ باتت فيه مكارمُ الأخلاق وكلمةُ الحق حدثًا استثنائيا ..
يخترقُ زحمةَ المصالح الشخصية ،
والمظاهر الزائفة ..
ورفقًا بنا أيها الزمن .. الذي تنكّر البعضُ فيه ِ لأصحاب
القلوب الصافية .. تنكّروا للمخلص وللمتفاني في عملِه
وتنكّروا ل ِ ( الأقربونَ أولى بالمعروف )
وأولى بالكلمة الطيبة !!!
ومع ذلك كله .. سنبقى نحنُ (( بُسَطاء النفوس ))
متمسكين بمبادئنا ، وبالتربية السليمة التي ورثناها عن
آبائنا وأمهاتنا .. باحثينَ هنا وهناك عن بقعة النور التي
ستبددُ يوما ظلامَ الحقد ِ والحسد .. !