قصيدة ( ربما يا طير ) / الشاعر المرحوم ( خالد نصرة )
....................................................
ذلك الطائرُ غنّى أم لفقدِ الإلف ِ أنّى ؟؟
إن تكن فارقتَ وَكنًا فأنا مُزقتُ وَكنا ...
أم غَزاكَ الحزنُ فاسأل مهجةَ الأحزان عنّا
فإذا لاذت بصمت ٍ لا تسلها كيفَ كنّا !!
أيها الطائرُ هبت ريحُ شوق ٍ من بلادي
لثمَت خدَّ المغاني هدهدَت صدرَ الوهاد ِ
وأنا روحٌ تنادي والصدى مثلي .. يُنادي ..
لا تسل يا طيرُ عني سحقَ الحزنُ فؤادي !!
فإذا أبصرتَ طيفًا حائرَ النفس ِ يسيرُ ...
فأنا الحائرُ ، صمتي خجلَت منهُ القبورُ !!
لستَ مثلي .. أنتَ حرٌّ أنتَ في الجوِ تطيرُ
وأنا قلبٌ كسيحٌ ... داخلَ الصدر ِ أسيرُ !!
فاقترب يا طيرُ مني لا تخف لا تخشَ بأسا
قتلَ العالَمُ نفسي ... أنا لا أقتلُ نفسا ...
إنني ألمحُ بِشرا ... حينما تدنو .. وأُنسا ..
فاقترب يا طيرُ هيا سوفَ أنساكَ وتنسى !!
اقترب ! لستُ شقيا لم تزل تنفرُ مني ...
و ليكُن محض حوار ٍ بينَكَ الآنَ .. وبيني
أنتَ تنأى إن أردتَ النأيَ في طَرفة ِ عين ِ
وأنا يا طيرُ مشلولٌ مهيضُ الجانحين ِ ...
لم تقل لي أيها الغِرّيدُ يا رِعديدُ .. ما اسمُك
.. أنتَ لا تأكلُ لحما .. بينما يُؤكلُ لحمُك !!
.. أنتَ لا تعرفُ أمّا .. أو أبًا .. مَن هيَ أمُك ؟؟
فاقترب يا طيرُ هيا أنتَ من طيرِ بلادي
صرتَ في داري غريبا أيها الطيرُ حذارِ !
قد يصيدونَكَ يومًا إن تقف فوقَ جدارِ !
آهِ يا طيرُ أأروي .. لك ما النفسُ تُداري ؟
نحنُ يا طيرُ بُطونٌ ليس تُبقي أو تَذَر ..
ظلموا الظلمَ كثيرًا حينَ سَمَّونا بشر ..
لم ندع في الأرضِ شيئا من دوابٍ .. أو شجر
ما افترسناهُ ، ونحنُ اليومَ نرتادُ القمر .. !
لا تُشح عينيكَ عني إنني أشكو إليكا ...
ربما - رغمَ ائتِناسي بك - أثقلتُ عليكا ...
ربما يا طيرُ طافَت نَكبتي في ناظريكا !
ربما بعضُ دموعي سقطت من مقلتيكا !
آهِ يا طيرُ كأني لا أعي معنى غِناكا ...
أنا لا أدركُ مما قُلتَهُ ... إلا بُكاكا ...
هل تراني أنتَ أيضا مثلما عيني تراكا ؟؟
أم - لأني آدميٌّ - فيَّ أبصرتَ الشِراكا ؟!
سوفَ أمضي الآنَ قلبي بائسٌ جمُّ السآمة
أعرفُ الدربَ ، فحلّق ولتُرافقكَ السلامة
وإذا ما جئتَ داري سوفَ أُعطيكَ علامة
إنها بينَ جِراح ِ ... القلب ِ والعينِ مُقامَة
سوفَ تلقاني وحيدًا واقفًا ... أرنو إليها ...
وهيَ نَحوي في حنينٍ بَسَطَت كلتا يديها ...
ثُمَّ أشكو .. ثُمَّ أبكي .. ثُمَّ أنهارُ لديها ... !
.. فإذا ما جئتَ تلكَ الدارَ .. سلم لي عليها !