قلادة المجد / الشاعر المرحوم ( خالد نصرة )
إليك ِ يا قدسُ هذا الشعرُ أرفعُهُ
ترفُّ فوق جبيني رايةُ الأدب ِ
غدا تعودُ إلى الآفاق ِ مشرقةً
أشعةُ الفجرِ ، تجلو وافدَ الكُرَب ِ
ترنو لأفق فلسطين وقد أخذت
تنجابُ عنه غيومُ الظلم ِ والنوب ِ
فَحَولَها اليومَ أبناءٌ عزائمُهُم
منذورةٌ لبلوغ ِ المجد ِ والأرَب ِ
بنوك ِ حولك ِ قد رصّوا صفوفَهمو
فاستبشري واطمئني وانهضي وثبي
وعانقي عَلَما طالَ الحنينُ إلى
احتوائه بين جفن ِ العين ِ والهُدُب ِ
يا قدسُ كم أكبُد ٍ تهفو إليك ِ وكم
فداك ِ خَرَّ شهيدٌ ... كالهِزبر ِ أبي
قاومت ِ كلَّ صنوف ِ البغيِ صامدةً
وسوفَ تبقينَ رمزَ البأس ِ والغلب ِ
وللمآذن ِ في سمع الوجود ِ صدىً
يناطح الأفقَ ، بل يسمو عن الشُهب ِ
وللنّواقيس ِ أنغامٌ تُردّدُها ...
بلابلُ الحب ِ والإيمان ِ في طرَب ِ
فنحنُ في وطن ٍ يحتاجُ يقظَتَنا
وليسَ يحتاجُ للتهريج ِ والخُطَب ِ
ويحَ العروبة ! قد غطَّت بنومتِها
والشمسُ ساطعةٌ في " قُبة ِ " القُبَب ِ
والخصمُ يعملُ في جنح ِ الظلام ِ ولا
ينامُ إلا بعين ِ الثعلب ِ الرقب ِ .. !
يا قدسُ يا قِبلةَ الإيمان ِ لا تُرَعي
بل اشخَصي لشروقِ الشمس ِ وارتَقِبي
مهما تفاقمَ سيلُ الظلم ِ مرجعُهُ
إلى زوال ٍ ، فلا تخشي ولا تهَبي
فسوفَ تبقينَ كالتاريخ ِ خالدةً
منارةَ الوحي ِ والتوحيد ِ للعرَب ِ