دُنْيا / د. ليلى عريقات
إنَّ الحياةَ غريبةٌ أطوارُها
لا حالَ تبقى كلُّها تُسْتَعْبَرُ
يوماً يُطالِعُنا سعيداً حظُّنا
أيّامَ أُخرى كالغريمِ يُكَشِّرُ
وتكونُ صحّتُنا كوردٍ ناضِرٍ
وإذا بِها تصْفَرُّ عنّا تُزْوِرُ
والرّزقُ موفورٌ نُمَتَّعُ بالهنا..
ويُطلُّ يومٌ مُقْتِرٌ أو مُعْسِرُ
يوماً وأهلُ الدارِ كلٌّ حَوْلَنا
والسَّعْدُ غلّابٌ وفجْري مُنْوِرُ
فإذا بهِم قد بُعْثِروا وكأنّما
ريحٌ ذَرَتْهُم في البسيطةِ تَنْشُرُ
هذي الحياةُ وقيل: دُنْيا.. إنّها
كم غيَّبَتْ أحبابَنا كم تقْبُرُ
يا وجْهَ أمّي كم تُطِلُّ مُواسِياً
في دارِكَ الأخرى تَحِنُّ وتعْذُرُ
أُوّاهِ مِنْ وَجَعٍ إذا ناجيْتُها
لكأنّما نارُ لبيْنِكِ تُصْهَرُ
سُبْحانَهُ ربّي يُقَلِّبُنا بِها
سُبحانَهُ باقٍ ولا يَتَغَيَّرُ
البحر الكامل