متى نعود؟ / د. ليلى عريقات
جارت صروف الدهر فيك بلادَنا
فالاحتلال جنى ويُدمي قلبنا
وقوافل الشّهداء تَترى للسّما
كم مِن أسيرٍ بات رهناً لِلعنا
أسروا الصّغار بقسوةٍ ونذالةٍ
هدموا البيوت وكم يُقاسي أهلُنا
قلبي تفور به المشاعرُ قد غلَتْ
يا ويلَهم نسلُ القرود عتَوْا هُنا
تتفرّجُ الدولُ الحليفةُ إنها
سببُ البلاءِ فقد أعانت خصمَنا
أنكئ الجراح يروحُ عنّا أهلُنا
دولُ الخليج تحالفت وعدوّنا
أمّا الأصيلُ فظلّ يسند أهلنا
لم يجرِ خلف سياسةٍ عصفَتْ بِنا
أوّاهِ ما أقسى فواجعَ أهلِنا
رغم الجراحِ مضَوا لِنُحرِزَ ثأرَنا
ها هم نشامى قاوموا ببسالةٍ
قصصُ البطولةِ زيّنَتْ تاريخَنا
ما أكثر الأبطالَ كيف أعُدُّهم
في كل دارٍ ثورةٌ يا شعبنا
شعبٌ يُحاصره القريبُ مع العِدا
لكنّه بالدين رسّخَ عزْمَنا
إيمانُهم باللهِ قوّى أزرَهم
ونجاتهم مرهونةٌ بكفاحِنا
مَن مِنهمُ يمضي ذليلاً خانعاً
أمُّ الشهيدِ تعدّ موته عُرسَنا
إنّ الذي ذمّ الأمومةَ عائباً
لهُوَ العميلُ وساقطٌ عن صفّنا
صمد الصغيرُ كصخرةٍ في وجهِهم
أما الصبايا كالملائكِ في السّنا
ويظلُّ يوجعُني السُّؤالُ مُرَدَّداً
فمتى نعودُ متى نُحرِّرُ أرضَنا