يا قدسُ وحدَكِ / د. ليلى عبد العزيز عريقات
يا قدسُ ما لك كم تُزجين لي العتَبا
فالقلبُ يدمى وحزبُ الشرّ قد غَلَبا
مسرى الرسولِ إليهِ أقبلوا زُمَراً
كم أجرموا بمُصلٍّ صام واحتسبا
ويربطون أياديهم ويضربُهم
ذاك الزّنيمُ فإنّ الثّأرَ قد وجَبا
لم يرحموا امرأةً حتى ولا ولداً
فاللؤمُ دَيْدَنُهم،ما فِعلُهم عجَبا
يا قدسُ وحدَكِ في الميدان صامدةً
أين الأخوّةُ كنتم في المدى عرَبا
أُوّاهِ يا قلبُ كاد القهرُ يقتُلُني
ما سرُّ موقفِكم؟ ضيّعْتُم النّسَبا؟!
أرضي طَهورٌ وقرآنٌ يُباركُها
تنسَونَ مِعراجُهُ هل ذكرهُ انتقَبا؟
يا قوم عيسى ولم يرعَوْا كنائسَكم
كانوا العُداةَ وكم كادوا لكم حِقَبا
يا دار أهلي ألا يُضنيكِ ظُلمُهُمُ
زيتونُ أرضٍ لنا قد عانق العِنَبا
أذانُ صخرتِنا ما زلتُ أسمعُهُ
ذاكَ النّداءُ بِسَمعي عانقَ الشُّهُبا
يا ويلَ روحي وأقصانا تُهدِّدُهُ
معاولُ البغيِ زوراً أوجدَت سبَبا
يا عُربُ كم قد سمت في الكون عزّتُكم
يا عُربُ هُبّوا وكنتم سادةً نُجُبا
صلاحُ ديني بأمر الدينِ حرّرَها
كونوا الخلائفَ إنْ حقَّقْتُمُ الأرَبا
يا مسلمون كتابُ الله يأمرُكم
حرْبَ الأعادي ومَن في دينِهِ غُلِبا
وعد الإلهِ لنا بالنّصرِ يُنْجِزُهُ
نعود للقدسِ ذاكَ النورُ ما غَرُبا