نكبتا أيّار / د. ليلى عبد العزيز عريقات
لمّا تُطلُّ أيا أيارُ تفجعُني
يهمي بكِ الهمُّ مِن ذكراكِ يا مِحَني
أيّارُ جُرتَ بِنا ضاعت مرابعُنا
في النصف منك احتلالٌ دبّ في وطني
تجري العقود وقد أصبحت طالبةً
في "الأردنيّةِ" أرقى آخر القُنَنِ
نزحتُ لكن فؤادي ظلّ مبتئساً
جناتِ عدنٍ حُرمنا منكِ وا حزَني
كلٌّ من الأهل قد ولّى لناحيةٍ
راحوا بدون وداعٍ آهِ مِن وهَني
مضت سنينٌ تناسى القلبُ نكبتهُ
لكنها في ثنايا الروح لم تَهُنِ
علَّمتُ كنتُ بتعليمي موفّقةً
أحبَبْتُهُ ونظمتُ الشعر في شجني
كم مِن فتاةٍ مضتْ تهمي لها مُقَلي
عادت لنا وكأنّ البعدَ لم يكُنِ
أمّي تُواسي وكم أذْكَتْ عزائمَنا
كم مسَّحتْ دمعتي إنْ
جار بي زمني
لكنْ قسَوْتَ أيا أيارُ تُمْرِضُها
ويلي فزعتُ وليت البينَ لم يَحِنِ
مِن بعدها انطفأَتْ في الروج جذوتُها
كأنّني مِتُّ لكنْ دونما علَنِ
أرنو لصورتها والعين ترمقُها
يا حسرةً ستظلُّ الدهرَ توجِعُني