الطفيليون...... / الاديب سالم المشني
إن أكلة اللحوم لا يهمهم إلا الولائم الدسمة حتى يتسنى لهم أن تكون لهم وجاهات بين الجهلاء...
إنهم ينتظرون موسم الحصاد حتى يأتو بمواعظم ليلقونهاعليكم حتى يفوزوا على ذروة ما جنيتموه ولكي يُكثروا من سمنتهم التي تُظهر لكم الوجاهة وأنتم للأسف لهم عاشقون....!
لن يكون حصادكم بعد اليوم هو شرف لكم، فما أنتم إلا عبيد لمن زرع في نفوسكم الموعظة السوداء التي ستودي بكم إلى الهلاك....
إن ولاءكم لأصحاب تلك الكروش سيكون فناؤكم . لذلك وجب عليكم أن تفيقوا من سباتكم العميق هذا وتصحوا من غفلتكم وتصبحوا أحراراً لتبدأ الحياة من جديد..
إن قتلكم أخف عليكم من جرمكم هذا..لأن حصادكم يُشرى لغيركم وأنتم تنظرون.. يا للغرابة أن يَفني الإنسان نفسه بأن يكون شقاؤه هذا لغيره بغير حق وأنتم لا توقنون.... لا خير في حياتكم وانتم من كان أهل الخير كله ولم تكونوا عليه مسيطرون...
ما أحسبني عاتيا ولا أحسبني قاسيا لأقول لكم ما يجول بخاطري من ألم وأنا أنظر لحالكم وأنتم بما تفعلون لولي أمركم تتباهون....!
إن كل شيء في هذا الزمان أصبح كسحابةٍ أطلَّت على قوم عاد وقالوا إننا مُمطرون..فجائتهم الفاجعة وهم في لهوهم ساهون.. أنظروا إلى عظيمكم كيف تداعى وكادت الساقين منه أن تهون.. وما زلتم أيها البلهاء له تُنشدون.. لقد أصبح وهناً بعد أن كان لا يطال رأسه السحاب وما زلتم به تتغنون...!
أيا قومِ كفّوا عن سذاجتكم وكفى بكم نوماً فالسبات قد مضى عليه سنون....
ألم تعلموا أنه قد فات أوان الظالمين..
هذي قُصارى فِطنتي فهل أنتم موقنون ؟
لست أنا بناقم إنما أنا ارى في نفوسكم خير لأبنائكم فهل رجع الفؤاد لصوابه وأمر العقل لا للسكون....!
إرتفوا بعقلكم وهبّوا بفضيلتكم لأنكم بها ستعلون....