المتسلقون....! الاديب سالم المشني
إ ن كثيرا من الناس من هم يعرفون الحقيقة ، لكنهم تكتموا عليها وذلك كونهم سعوا إلى الكسب والمزيد من الكسب حتى ولو كان هذا الكسب على دماء الآخرين..!
وإذا كان هناك من يدّعون أنهم أهل للصراحة فإنهم لا يعلنونها إلا بين أنفسهم فقط ولا يُريدون إعلانها على الملأ كي لا تأخذهم عاصفة من يَعْلِفونَهم وليِبقونهم على الطاعة والولاء...!
كثيرون من هم الذين لا حيلة لهم ولا إرادة تمنعهم من الخنوع والطاعة العمياء فيرضخون لما هم فيه من واقع فُرضَ عليهم لكن هذا بملء إرادتهم الضعيفة فأصبحوا كعبيدٍ لغيرهم من شذاذ الآفاق المنتفعون...!
إن الرُّحماء قلوبهم يستسلمون ويرضخوا لمن قال لهم قولوا نعم....!
هم لا يُدركون أن طيب القلب وكثرة طيبته تودي به إلى أعظم درجات الحُمق وهذا ممن تعيب عليه البشرية جمعاء....!
إنهم تناسوا الحرية واعتقدوا أنهم مجرد خادم يخدم لمولاه فهو مخدوم...
لكنني أقول أن لكل إنسان نفس تأبى بأن تكون ذليلة بل هي تحتفظ بالنبل والكرامة إذا كانت هذه النفس تسكن في جسمٍ بشريةٍ فحين ذاك تقول وبكل قوة لا...!
إذا فكر الإنسان قليلا وعرف أنه موجود فإذن وجب عليه إثبات وجوديته ولا يكن كالذين قالوا خُلقنا لخدمة أداة لمن هم يُطعموننا وها نحن على هذه الأرض ساكنين...!
إنني موجود.. فلا فرق بيني وبين ما هو موجود فلي عقل أفكر به وهو يرشدني بذاتي التي هي إرادتي ولن أكون بعد اليوم ظِلَّا ولن أكون من التابعين....
لا فرق بيني وبين من قال أنا هنا...فأنا أيضا هنا....
هل تريد يا صديقي أن أُشعل مصباحا في وضح النهار كي تراني وتقول أنني موجود..؟
لكنني سأُشعل المصباح حقا وأسير في وضح النهار فقط لأبحث عن الحقيقة هل هي خُرافة أم هي موجودة في عصر كاد أن لا يعرف البشر هل هم حقيقة أم حُلم أضاء ليل كاهن متعبد في صومعته لا يرى أحدا وينكر أنه على هذا الثرى موجود...!؟
إن الحقيقة صعبة المنال فهي سيدة الحلم ومالي لا أحلم وأبقى في سباتي ليأتيني كل ساعة حلم جديد....